اليوم يعقد المجلس النيابي جلسته الاولى المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية  من بين مرشحين اثنين هما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وهو المرشح الذي تبنته قوى 14 اذار والنائب هنري حلو عضو كتة اللقاء الديمقراطي وهو مرشح النائب وليد جنبلاط .
سبق هذه الجلسة جملة مناقشات ومداولات بين الكتل النيابية وبين الأفرقاء المعنيين من فريقي 14 و8 اذار وشهدت هذه المداولات أعلى درجات من الخبث والكذب السياسي الذي اعتاد عليه السياسيون اللبنانيون والضحية الوحيدة هنا هو المرشح سمير جعجع الذي ظن أنه فرض نفسه مرشحا وحيدا على لائحة فريقه السياسي 14 اذار وهو يعلم او لا يعلم ان المناورات السياسية التي اعتمدها اقطاب 14 اذار في التعاطي مع ترشيحه للرئاسة الاولى تنطوي على التكتيك السياسي إن لم نقل على الكذب السياسي .
أجمع فريق 14 أذار على ترشيح جعجع للرئاسة وتبنى جميع الاقطاب هذا الترشيح وهم سيصوتون لصالح الحكيم خلال الجلسة لكنهم يعرفون أن حظوظه متدنية جدا ولا يستطيع في الدورة الاولى الحصول على النسبة المطلوبة من الأصوات وبالتالي سيكون جعجع خارج اللعبة نهائيا بعد انتهاء جلسة اليوم وبذلك تكون قوى 14 اذار وخصوصا المستقبل والكتائب تحررت من كابوس سمير جعجع وضربت عصفورين بحجر واحد . وقد وصف قيادي في تيار المستقبل ما يجري هنا بالقول : هناك فاتورة سياسية علينا أن نسددها لجعجع في الدورة الاولى وبعد ذلك يبدأ البحث الجدي في إسم رئيس الجمهورية المقبل . وبذلك سيكون سمير حعجع محرقة الجلسة الأولى وضحية فريقه السياسي الذي استطاع بجدارة سياسية أن يزيح سمير جعجع من المعادلة الرئاسية بالكامل .
واما المشهد لدى فريق 8 اذار فإن هذه القوى ستتجنب التصويت لجعجع وستكون الاوراق البيضاء التعبير الوحيد عن الموقف واكثر من ذلك فقد أشيع أن أصوات فريق 8 اذار ستتوزع بين الاوراق البيضاء وأوراقا أخرى تحمل أسماء ضحايا سمير جعجع خلال فترة الحرب في رسالة سياسية تعبر عن معارضة ترشيحه وعدم اهليته لرئاسة الجمهورية ومن بين هؤلاء الضحايا رشيد كرامي وداني شمعون وطوني فرنجية وغيرهم .
وأما ما خص الجنرال ميشال عون  فإنه يسجل للجنرال عون قراره بالتروي في ظل حفلة الكذب السياسي التي يشهدها الاستحقاق الرئاسي وهو نأى بنفسه عن مهزلة الجلسة الاولى بانتظار ما يمكن ان يحصل من مشارورات بعد الجلسة وهو يطرح نفسه رئيسا توافقيا .
النائب وليد جنبلاط تحرر من كل الضوابط والمجاملات وأعلن مرشحه بطريقة سياسية لبقة للخروج من هذه المهزلة السياسية وهو بذلك يتجنب الإحراج مع الجميع إذ أن له مرشحه ومن الطبيعي أن يصوت لمرشحه .
وأما حزب الله فمن الطبييعي معارضته التصويت للحكيم وإن كان لم يتبن بعد اي من المرشحين رسميا وترك للعماد عون التصرف وفق ما يريد في الاستحقاق الرئاسي .
وبذلك كله يكون المرشح سمير جعجع ضحية اللعبة السياسية في فريقه السياسي أولا 14 اذار  وبالتالي فإن جعجع هو الوحيد الذي سيخرج اليوم من الجلسة بورقة بيضاء  .