مصادر رئيس مجلس النوّاب نقلت بأمانة ودقّة استحالة التوصل اليوم الى انتخاب رئيس للجمهورية انسجاماً مع متطلبات الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الآيلة الى أستنساخ رئيس مشابه لرؤساء ادارة الأزمة اللبنانية بعدم تجاوز حدود الواقع السياسي وتوازناته . لذا من الصعب انتخاب واحد من المرشحيين الأساسيين عون وجعجع لأنهما من مدرسة تحُنّ الى أمجاد المارونية السياسية في حين أن المطلوب مدير فخري لمدرسة الطائف وظيفته قرع الجرس لدخول الطوائف الفاعلة الى حصصهم في السلطة . هذه المصادر تعكس في الوقت نفسه رغبة أطراف أخرى ترى في فخامة الرئيس مواصفات غير منسجمة مع شخصيتيّ الجنرال والحكيم ويبرز النائب وليد جنبلاط كقطب بارز في هذا الاتجاه والذي يدفع بمرشح يستطيع الوصول الى قصر بعبدا بواسطة سيّارة خاصة ومستأجرة من قبل أصحاب وجهة النظر هذه . ان حرج حزب الله مع ميشال عون وكذلك حرج المستقبل مع سمير جعجع يستدعي العمل على مسرحة الاستحقاق الانتخابي لتحريريهما من قيود التحالف . أعتقد أن ما بدأه حزب الله والمستقبل من محاصصة وشراكة داخل المؤسسات العامة سوف يتضح أكثر مع التوصل الى محاصصة الرئاسة والاّ ثمّة مُفترق طرق بين المتفاهمين وامكانيّة أن يكون الاستحقاق مفسدة لسياسة التفاهم مابين حزب الله وتيّار المستقبل . بتقديري ان التفاهم بينهما يشمل هوية الرئيس فالنصاب الكتلوي للطوائف سيغطي المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية فيما ستشهد المرحلة الثانية من جلسة انتخاب رئيس نوعاُ من النصب السياسي لايصال رئيس انتجته الحسابات النيابية أكثر مما هي حسابات سياسية ولاعطاء المشهد النيابي الصورة الناصعة للنوّاب الذين يملكون أصوااتهم ولكنهم لا يملكون صناديق الاقتراع .