یقول علی أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزير خارجية إيران السابق إن المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة انطلقت منذ العامين الأخيرين من ولاية الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. وفي التفاصيل يقول صالحي بأنه حينها كان يتولى حقيبة وزارة الخارجية اقترح للمرشد الأعلى آية الله خامنئي بإجراء المفاوضات المباشرة بين البلدين ولكن المرشد الأعلى رفض الفكرة مبدئياً حيث كان يرى بأن الأميركيين غير قابلين للثقة، مستشهداً ببعض الشواهد من سلوكيات الأميركيين في إفغانستان والعراق، رغم مساعدة الجمهورية الإسلامية لها في تمشيط البلدين ولكن بعد إلحاء صالحي على تكرار المفاوضات بشأن البرنامج النووي، أكد خامنئي بعد الموافقة مع الفكرة، على أن المفاوضات، هذه المرة تمثل الإبلاغ الأخير وسنسلب منهم ذرائعهم وسنقول لشعبنا إننا نستفيد من جميع الفرص للحل السلمي للقضية النووية، في إطار الثوابت الثلاث : العزة والحكمة والمصلحة.

واشترط المرشد الأعلى خامنئي على أن تقتصر المفاوضات على الموضوع النووي حسب علي أكبر صالحي.

تصريحات صالحي الأخيرة تأكيد على ما ادعت صحيفة أسوشيتد برس في تشرين الأول عام 2013 من أن هناك مفاوضات سرية بين إيران وأميركا منذ عام واختفت إدارة أوباما هذه المفاوضات من متحالفيها المقربين خاصة من نتانياهو. مضيفة أن هناك على الأقل 5 جولات بين الطرفين تم عقدها في سلطنة عمان.و وصفت هذه الصحيفة هذه المفاوضات السرية التي أقامت بها حكومة أوباما بالمقامرة الدبلوماسية الكبيرة ورأت في سريتها سرّاً للخلافات بين الدول الست فيما بينها وتحديداً بين الولايات المتحدة وفرنسا والأخيرة عرقلت في عقد الإتفاق المؤقت، مما أثارت استياء الإيرانيين

يبدو أن تفاصيل الصفقة النووية بين إيران والدول الخمس زائد واحد تم إبرامها خلال هذه المفاوضات ولكن ما أجلت القرار والإتفاق هو عدم رغبة المرشد الأعلى خامنئي لعقد هذه الصفقة في ولاية أحمدي نجاد، مما كان من شأنه أن يعطيه مكسباً عظيماً من المفترض أن يستغله الأخير في الإنتخابات المقبلة والظهور بمظهر البطل في المفاوضات وتطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.

واضاف علي أكبر صالحي بأن موضوع مفاعيل أراك النووي للماء الثقيل، وصل إلى نقطة التفاهم النهائي بين الطرفين خلال المحادثات.

وتحقق هذا التفاهم بعد تخفيض تخصيب البلوتونيوم في مفاعيل أراك إلى خُمس المستوى السابق والذي كان من الممكن استخدامها في صنع القنبلة النووية، وفق الدول الست الكبرى.

ورغم أن مسار المفاوضات بين إيران والدول الست لم يصاب بأية عرقلة ملحوظة حتى الآن، ولكن المرشد الإعلى أية الله خامنئي يلح على أنه خلافاً لما يتصوره البسطاء أو المغرضون -وفق تعبيره- المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل أية مشكلة