يرمز "خميس الأسرار" إلى سرَّي القربان والكهنوت اللذين أرسى المسيح أسسهما الإيمانية خلال العشاء السري الفصحي الأخير له على الأرض.

داخل العلية جلس يسوع حول المائدة مع تلاميذه وأقام معهم قدّاسه الإلهي الأخير قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء. في ذلك اليوم حوّل يسوع خبز المائدة إلى جسده، والخمر إلى دمه، وقال: "خذوا كلوا منه كلّكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا"، وقال: "خذوا اشربوا منها كلّكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا". خلال العشاء الفصحي المقدس هذا كرّس وثبت يسوح تلاميذه كهنة للعهد الخلاصي الجديد وأسس الخدمة والرسالة الكهنوتية بقوله لتلاميذه: "اصنعوا هذا لذكري".

وحتى يُعلم تلاميذه والبشر أجمعين متطلبات وقواعد المحبة والتواضع ومبادئ العطاء والتضحية وخدمة الغير التي لا حدود لها، قام وغسل أرجل التلاميذ بنفسه قبل أن يُطهر ويغسِل وينقي نفوسهم من الشر والذنوب والخطايا من خلال دمه الذي سيراق على الصليب من أجل الغفران والدخول في العهد الخلاصي الجديد.