أمس سرقت سيّارتي في بيروت وقمت لحماية نفسي من فعل السارقين بالذهاب الى المخفر وتقديم نشرة تتعلق بي ولا تتصل باللصّ لأنه مجهول الهوية وغير معروف وأنا معلوم الهوية وأن كانت مسروقة .وفاجأتني الادانة التي تشعر بها وأنت تُخبر عن سرقتك لأن كل شيْء متعلق بك ولاشيء يخصّ اللصوص عليك أن تحضر أنت ومن معني بالسيّارة وأن تعطّل أعمالك وتنتظر كي تُدلي بافادة عنك أنت المسروق والسارق بعيد عن الآنظار يتمتع بسرقتي وبمالي الذي وفرته نتيجة شقاء وتعب ولا أحد يعرفه أو يعرف سكنه ومكان اقامته وتفاصيل أخرى كما بُت أنت معروف التفاصيل . لقد أقترف اللصوص مالا يحاسبون عليه لأنهم كما ذكرت مجهولين وعليك أنت المسروق أن تحاسب نفسك كل ثانية وأن تعيش تحت ضغط وعبء تصرّف اللصّ في سيّارتك وبذلك تتحمل ثلاثة أضرار ..أولها خسارة السيّارة وما فيها من أوراق ثبوتية ومن ثمّ الاستقراض لشراء وسيلة نقل والتفرّغ لتحصيل أوراق ثبوتية بديلة وتضيع الوقت ودفع مايجب دفعه من أموال لتحصيل البدائل المطلوبة  وثانيها متابعة موضوع السرقة مع الجهات المختصة وحاجة ذلك الى متابعة والى حضورك الطوعي الى المركز المختصّ واجراء التحقيق اللازم معك وطلب النشرة الخاصة بك والبقاء منتظراً لخبر عن السيّارة ومن ثمّ متابعة ما سينتج عن كيفية أستغلال السارقين للسرقة ايّ بقاؤك في دوامة مفتوحة غير معروفة وغير محدودة . وثالثهاالتنبه الى مسألة حسّاسة كانت خارج اهتماماتنا نتيجة متابعتنا للخصومة المسلوبة الارادة ما بين جماعات آذار والتي أرتنا حالة مأساوية في السياسة وما نتج عنها من عنف ولم ننتبه الى فقداننا لأمننا الاجتماعي من خلال كثافة ظاهرة الجريمة بأشكالها كافة وهذا ما يدفع بنا الى ملاحقة خطر افتك وأخطر من أنتحاريين يموتون واتخاذ تدابير وخطط أمنية لحمايتنا من أنتحاريين يتنعمون بعرق جباهنا ويعتاشون على أموالناودون حسيب أو رقيب لأنهم يظهرون في وضح النهار ويمارسون جرائمهم براحة تامّة كم تبيّن على شريط الكاميرة حيث سرقت السيّارة, أن أخطر ما نواجهه اليوم جرأة في الجريمة  وهي غير مُقنعة بل على العكس تظهر بملامح اصحابها دون ريبة او خوف في حين أن الانتحاريين يقدمون على جريمتهم وهم خائفون , لا أقارن هنا ولن أقارن علّنا نصحو من جهل التخوين ونخرج من علبنا الخزبية والطائفية والمذهبية ولا نقاتل من أجل زعماء لم يسهموا في حماية مصالحناويسودون صفحات حياتنا من خلال تكثيف الأحقاد والضغائن في قلوبنا . ان مصالحنا تدفع بنا نحو صيغة آمنة لا مخربة لأوضاعنا الاجتماعية والأمنية والسياسية.